Home / الاولى / لهذه الأسباب لا ثثق روسيا بوعود حلف “الناتو”

لهذه الأسباب لا ثثق روسيا بوعود حلف “الناتو”

المغربية للأخبار : بقلم خالد البوهالي المصدر الميادين نت


بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 31 كانون الأول/ديسمبر 1991، سعى الغربُ لمحاولة التوسع نحو الشرق، بضم دول أوروبا الوسطى والشرقية التي كانت تدور في الفلك السوفياتي
قبل أيامٍ، دعا حلف شمال الأطلسي، على لسان أمينه العام ينس ستولتنبرغ، روسيا الاتحادية، لعدم القلق في حال ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، مشدداً على أن مهام الحلف تبقى دفاعية، ولا يحق لأي دولة التدخل، لأن أوكرانيا دولة ذات سيادة، ولها الحق في اختيار مسار تنميتها!

ويبدو أن كلام الأمين العام لحلف الناتو يفتقد المصداقية، وينطوي على مغالطات عدة، كادعائه بأن مهام الحلف الأطلسي دفاعية وليست هجومية. أضف إلى ذلك مسألة السيادة الأوكرانية التي تبقى موضع شك، كما أن لروسيا تجارب سابقة مع الوعود الغربية، فكيف ذلك؟

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 31 كانون الأول/ديسمبر 1991، سعى الغربُ لمحاولة التوسع نحو الشرق، بضم دول أوروبا الوسطى والشرقية التي كانت تدور في الفلك السوفياتي، مستغلاً حالة الضعف التي عانتها روسيا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والاجتماعي والأمني، الأمر الذي جعلها تنكفئُ على نفسها، ما ترك فراغاً مهولاً في الساحةِ الدّوليةِ، سمح للولايات المتحدة بأن تتفرد بقيادة العالم.

يومها، انقسم المعسكر الغربي حيال هذا الموضوع بين مؤيدٍ ومعارضٍ، وآخر يطالب بتأجيل عملية التوسع، ولكلّ من هذه الأطراف الثلاثة وجهة نظره، وكان النقاش محتدماً بينهم، لكن في نهاية الأمر انتصر الطرف المؤيد لعملية التوسع، بذريعة أن هذا الإجراء سيسهم في منع نشوب حربٍ جديدةٍ في أوروبا وصدامٍ جديدٍ بين الشرق والغرب، بيد أن الهدف الحقيقي هو حرمان روسيا من حلفائها التقليديين، رغم تعهد إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون للرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين بعدم التوسع في اتجاه الحدود الروسية.

في تلك الفترة، كانت السياسة الخارجية الروسية في عهد يلتسين، والتي صاغها وزير خارجيته آنذاك أندريه كوزريف، تتسم بالتبعية للغرب، لأن ذلك، بحسب رأيه، كفيل بإخراج روسيا من أزماتها المختلفة ومنع عودة الشيوعية، مع الاعتراف بالواقع الدولي الجديد، أي الهيمنة الأميركية على العالم، لكن في النهاية أصيب القادة الروس بالخيبة جراء السلوك المهين والنظرة الاستعلائية إليهم من لدن نظرائهم الغربيين.

شعرت روسيا “يلتسين” بأنها تلقت طعنةً غادرةً، ما دفعها إلى تبني أوَّل عقيدة عسكرية في العام 1993، وإن بدت غامضة من حيث أسلوب الرد، بسبب الوضعية المتردية للقوات المسلحة الروسية التقليدية آنذاك، كما أشار إلى ذلك العديد من المراقبين، إلا أنَّها عكست – العقيدة العسكرية – المخاوف الروسية من توسّع الحلف الأطلسي نحو الحدود الروسية، وهو ما تجلّى في مضامينها التي أشارت إلى الدفاع عن أمن روسيا في وجه احتمالات وصول الناتو إلى حدود البلاد، وحماية النظام السياسي والدستوري، فضلاً عن محاربة النزعات القومية والانفصالية وحماية الأقليات الروسية في دول الجوار.

وفي كانون الثاني/يناير 2007، أعلنت إدارة الرئيس جورج بوش الابن مشروع إقامة درعٍ مضادة للصواريخ في جمهوريتي التشيك وبولندا، لمواجهة التهديدات الصاروخية الإيرانيّة، ولكن تبيَّن أنّ المشروع في حقيقته موجّه في الأساس نحو روسيا، وليس إيران، ما حدا بالرئيس الحالي فلاديمير بوتين إلى اتخاد قرارٍ استراتيجيٍّ بالردّ على مشروع الدرع الصاروخية، وذلك بإنشاء مجمعات لصناعة الصواريخ وتطويرها.

زيادةً على ذلك، دفع الغرب حكّام كييف بعد الثورة البرتقالية في العام 2014، واسترجاع روسيا شبه جزيرة القرم، إلى التنصّل من الاتفاقية التي أبرمتها الدول الغربية مع روسيا في تسعينيات القرن الماضي، والتي تنصّ على إبقاء أوكرانيا دولةً محايدةً، ما حدا بالرئيس بوتين إلى تبني عقيدة عسكرية جديدة في 26 كانون الأول/ديسمبر 2014.

ختاماً، يتبيَّن مما سبق أنَّ استراتيجية الغرب كانت تقوم منذ البداية على احتواء روسيا ومنعها من العودة إلى المسرح الدولي، كقوة مؤثرة في بنية النسق الدولي، وأنَّ التعهدات والتطمينات التي قدّمها زعماء الناتو لموسكو في الماضي، ما لبثوا أن تراجعوا عنها. لهذه الأسباب، لا يثق الكرملين بوعود الناتو

Check Also

🟢 خريبكة: ورشة وتوقيع إصدارات في ثالث أيام المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي

تميز اليوم الثالث صباحا، من فعاليات النسخة 15 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، التي تتواصل …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *