Home / La marocaine tv / جهة بني ملال خينفرة: جولة ناجحة لمسرحية “الباباوان” والفنان الركاكنة ترسخ لثقافة التعايش والتسامح والقيم الكونية

جهة بني ملال خينفرة: جولة ناجحة لمسرحية “الباباوان” والفنان الركاكنة ترسخ لثقافة التعايش والتسامح والقيم الكونية

أنهت فرقة مسرح الحال في الآونة الأخيرة، جولتها المسرحة بعدد من مدن المملكة، بعرض مسرحيتها المتميزة والناجحة “الباباوان”، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للمسرح.

نظمت هذه الجولة، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وشراكة مع مسرح محمد الخامس، بلتعاون مع المديرية الجهوية لجهة بني ملال خنيفرة.

قدمت الفرقة مسرحيتها “الباباوان” بمجموعة من المراكز الثقافية بجهة بني ملال خنيفرة بكل من مدن خريبكة، قصبة تادلة، أزيلال، بني ملال، لتختتم الجولة بمدينة خنيفرة.
وقد لقيت كل العروض نجاحا كبيرا من قبل الجمهور، الذي غصت به القاعات، ما يبرز جمالية العرض الفنية، وتعطش الجمهور لمثل هذه الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال والراشدين والكبار أيضا، بطريقة إحترافية.

قصة “الباباوان”، تتمحور حول “بابا عيشور” المغربي ببعده التراثي والشعبي، و”بابا نويل” الأجنبي، وما يحمله هو الآخر، من رمزية لجلب السعادة للأطفال على صهوة غزال، وسحر هدايا، آتية من دفئ الثلوج في ليلة باردة تنعش الخيال.

هذه المسرحية، نزلت بردا وسلاما على جمهور المدن التي زارتها، مخلفة الكثير من الدفء الإبداعي والفرجوي، الذي تأثرت به كل العيون التي كانت تترقب بابا عيشور وبابا نوال، وهما يتنافسان على من له الأحقية في زرع الإبتسامة وتنوير السعادة على محيا طيور الجنة.

إنها، مشاهد مسرحية تفيض بالحنين والحنان، والأمان والأمل، والجمال، والرقة الفنية التي تبتغيها فرقة مسرح الحال، في بعدها الفني والجمالي والإنساني، الذي ينتصر لروح التسامح والمحبة وبياض القلوب.

الفنان المبدع الركاكنة وفريقه الفني والتقني، اعتمدوا الإشتعال على محتوى فني عميق، له إزهار إنساني حالم مثل وريقات الورود، جميل في الطرح والتناول والتلقي، ويرتقي بالأذواق للكبار والصغار، أطفالا وكبارا، بهدف إلى نشر روح وقيم السعادة والتسامح والتعايش في بعدها الشعبي، ورمزيتها الكونية والعالمية المعاصرة.

هكذا تم بطريقة محبوكة، عبر شخوص محترفين، يتحركون على الخشبة، في فضاء حالم باللون والإضاءة والمؤثرات، التي فتحت أفواه الصغار بطريقة خارقة، تحقق التجانس بين الشخصيتين، من أجل إسعاد الأطفال، وملائكة الجنة.

إن الفنان الركاكنة كمخرج، نحج بشكل كبير، في توظيف الكثير من الأيقونات والأنساق الفنية والجمالية والإبداعية عبر الصوت والإضاءة والموسيقى والأغاني والمؤثرات والشخوص واللباس، لإيصال الرسالة بلغة بسيطة، وعميقة، دون الحاجة إلى تكثيف بلاغة الغموض، التي قد تفقد النص و الفرجوية قيمتهما الجمالية الرفيعة.

هذه البانوراما البصرية الممتعة والمبهرة على الركح، تعطي لعمل فرقة مسرح الحال، رقيها الجمالي ومعناها البصري الممتع والمشوق، ما يجعل كل أعمال مسرح الحال، تحافظ على هذا الإيقاع الراقي، وهو ما يكسبها حب وتفاعل الجمهور أينما حلت وارتحلت داخل وخارج المغرب.

إن هذه المسرحية تطرح بشكل مستنير، روح العيش المشترك بين الإنسان، وترسيخ القيم الإنسانية ، تحت سماء واحدة، وهواء واحد، وعالم يجمعنا، مهما إختلفت التقاليد والأعراف، قاسم مشترك تجسده المحبة والإحترام، وخلق السعادة المفتقدة في هذا الزمان.

هكذا تحققت الفرجة الهادفة في “الباباوان”، عبر مواقف درامية وكوميدية هادفة، تحافظ على الذوق الفني، وتساعد الطفل على الفهم والتحليل والإندماج في العملية الإبداعية وأيضا في المجتمع، دون التخلي عن قداسة الموروث الثقافي المحلي والهوية الوطنية والثقافية، في علاقته بكل ما هو إنساني وكوني، ينتصر لقيم السلام والتعايش.

في كل محطة من محطات العرض، بجهة بني ملال خينفرة، كان للمسرحية جاذبية خاصة، وإمتاعا فريدا، يجعل الناس يستمتعون بلا كلل ولا ملل رفقة أبنائهم، إنها هدية فنية ممتازة في منتصف السنة، لتكريس روح التفاهم والتعايش في الحياة، والمساهمة فنيا في بناء شخصية الطفل، على أسس من المحبة والسلام، ونبذ كل أشكال العنف والتطرف، وإحلال قيم الخير والجمال والحنان.

“الباباوان”، جولة لقيت نجاحا وإستحسانا كبيرين من قلب الجمهور، تجربة راقية من مسرح الحال، وطاقة إيجابية مبهجة، لتكريس حق الطفولة في الإستمتاع بالفن والمسرح، والتمتع بهذا الفن الراقي.

هكذا كانت الفرجة، وكانت الفرحة، ووصلت الرسالة المسرحية، برمزيتها الجمالية والابداعية، وكان “الباباوان” يتنافسان، على من له حق الشرف لإسعاد الأطفال، وتنمية مداركهم التربوية والفنية بعيدا عن الوعظ والقيم الجاهزة، رسالة فنية ممتعة ومميزة فهمها الجمهور بكل شرائحه، عمل يكرس لمبدأ التعاون، فعل الخير ونشر المحبة والسعادة والتصالح والتحرر من عقد الصراع، واحلال كف السلام في أبهى التجليات.

 

Check Also

رجال السلطة المحلية بالملحقة الإداريةالباهية بمراكش، يتعرضون للتشهير

/متابعة هشام ملاس في سابقة مؤسفة، تعرض عدد من رجال السلطة المحلية العاملين بالملحقة الإدارية …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *