Home / La marocaine tv / ذوبان الجليد الفرنسي.

ذوبان الجليد الفرنسي.

/
/بقلم ابراهيم سلامة
بصدر رحب و متسع، إستقبل المغرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرو لايمانه بأن زيارته ذات طابع غاية في الخصوصية لبناء جسر أكثر مثانة لعلاقات متينة متبادلة في صالح البلدين.

إني شخصيا أرى هذه الزيارة دليل عافية على وجود وعي براغماتي هذه المرة لدى الرئيس الفرنسي، تجلى أخيرا في تحويل بوصلته لما فيه من مصالح مشتركة بين القطرين المغربي والفرنسي.

لقد واجه المغرب تحديات كثيرة على نحو متصاعد من أجل صحراءه، فاستمالت زهاء ثلاثة أرباع دول العالم لاطروحة أعداء وحدتنا الترابية إنطلاقا من إفريقيا، أوروبا، آسيا وأمريكا الجنوبية، بعضهم عن جهل وغباء، وبعضهم عن طمع(إرتشاء) وبعضهم تحت تأثير إيديولوجي معين، والباقي عن حقد وحسد. ومن جراء هذا التكالب، عانى المغرب كثيرا ولم يكن أمامه إلا صبر أيوب، مقتنعا بعدالة قضيته واضعا لنفسه رؤيا واضحة وإستراتيجية ناجعة طويلة الأمد، لم يغيرها أبدا حتى في أحلك الظروف، وهذا هو الفرق بينه وبين كثير من هذه الدول المذكورة قبل حين، إذ مع مر السنين بدأت أوراقها تتساقط تباعا كأوراق الخريف. وها هي اليوم يفوق عددها مائة دولة تستميل هذه المرة طرح المغرب، بل ذهب بعضها أو الكثير منها إلى إفتتاح قنصلياتها بالصحراء المغربية.

بصدر رحب نستقبله متناسين ضربه تحت الحزام. نستقبله رغم تردده وتاخره. المهم كما يقول المثل: أن يصل متأخرا أفضل من ألا يصل أبدا. إن ما يشفع للسيد ماكرو خطاياه، أنه اول رئيس دولة فرنسا، ليس فقط إعترافه بمغربية الصحراء، بل بتعزيز ذلك عمليا بمشاريع إقتصادية وتنموية وثقافية على مسرح الأحداث، وليس ببعيد أن يكرس ذاك التعزيز بإفتتاح قنصلية قريبا هناك، وهذا لم يحدث قط حتى لما كانت علاقة المغرب مع فرنسا تعيش أزهى فتراتها تحت قيادة الرئيس الأسبق جاك شراك حيث كان الملك محمد السادس وهو وليا للعهد، يناديه بالعم شيراك.

واضح أن تردد فرنسا الطويل،وغموضها الأطول، والمستنقع الذي وضعت نفسها فيه، بل راهنت عليه، كلها أشياء وغيرها جعلتها تخسر الكثير سياسيا وإقتصاديا، وما الإنكماش الإقتصادي الذي تعيشه اليوم لدليل على ذلك، هذا إذا أضفنا تعرضها لهزات لا يستهان بها على صعيد علاقتها المتوترة بدول الساحل الإفريقي التي إنقلبت عليها جملة و تفصيلا، ناهيكم عن دول إفريقية فرنكفونية أخرى في طريقها للي ذراعها.

ولأختم، فلن أتحدث عن الإتفاقيات المتنوعة التي أبرمت بين القطرين المغربي والفرنسي، إذ الجميع على إطلاع بها، لكني أدرك القول بأنه ليس حاجز أو مانعا لعقد إتفاقيات ذات الطابع الإقتصادي أو ما شابه مع أي دولة كانت، يكفي أن تكون هناك مكاسب متساوية.

تلكم باختصار عودة الوعي، وعي فرنسا التي تربطنا وإياها شئنا أم أبينا، التجارة والصناعة، فما بالكم بالتاريخ والثقافة.المهم اليوم هو التشارك والتعامل الملموس بشكل واضح وبمنطق رابح رابح، ولن يتأتى ذلك إلا بالتقارب لا التباعد أو التراشق الذين لا يعلنهما ويكرسهما،جهارا نهارا إلا الحمقى أصحاب التاريخ والجغرافيا المزورتين!. .

Check Also

الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام تُثمن المصادقة على مشروع قانون رقم 18.23 الخاص بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي

في إطار الجهود المبذولة لتطوير القطاع السينمائي بالمغرب، تُثمن الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام مصادقة مجلس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *