توفيق الرياضي
في الوقت الذي يعاني فيه إقليم سيدي قاسم وخاصة منطقة زيرارة و الشبانات من إجهاد مائي غير مسبوق، دفع بالسلطة المحلية إلى إعلان “حالة طوارئ” اتُّخذت فيها مجموعة من الإجراءات الرامية إلى عقلنة استعمال الماء، تضيع كميات هائلة من المياه العادمة التي بإمكان ملاكي الآراضي السقويةأن يستغلها، بعد معالجتها، في توفير مياه سقي الأراضي الفلاحية والمساحات الخضراء.
ويرتفع حجم المياه العادمة بمدينة سيدي قاسم و زيرارة بوتيرة سريعة؛ فبينما لم يكن يتعدى بضع آلاف متر مكعب خلال تسعينات القرن الماضي، إنتقل إلى حجم مهم هذه السنة ، ويُتوقع أن يفوق 15 ألف متر مكعب في اليوم حسب معطيات تضمنتها ورقة بحثية أعدها ، أستاذ باحث .
وبالرغم من أن حجم المياه يُتوقع أن يزيد على نصف مليون متر مكعب شهريا، فإن نسبة معالجتها لا تتعدى ٪10
وٱعتبر الباحثون أن إستعمال المياه العادمة بالمحطة الكائنة بجماعة زيرارة بعد معالجتها لا يزال ضعيفا جدا، مشيرا إلى أن مدينة سيدي قاسم التي تُقدّر ساكنتها 90 ألف نسمة تُنتج سنويا 2،5 مليون متر مكعب، على الأقل، بمعدل 28 مترا فقط لكل فرد.
وأوضح أحد الباحثين أن عدم معالجة المياه لا يَحرم حقول أزغار فقط من إستغلال هذه المياه، بل يؤدي أيضا إلى تلوث الفرشاة المائية؛ وهو ما يحتّم ، “التفكير في إستغلال هذه المياه بطرق ناجعة”.
وتظل نسبة معالجة المياه العادمة بمحطة سيدي قاسم أقلّ من نسبة معالجته في بعض المدن كمدينة فاس و المضيق ، والتي تصل إلى 90٪.
المياه العادمة تكفى لسقي 315 هكتار من الأراضي الفلاحية بسهل أزغار، على إفتراض أن الهكتار الواحد يستهلك(8) ثمانية ألاف متر مكعب.
وحسب المعطيات التي قدمها نفس الباحث ، فإن إعادة إستعمال المياه العادمة في المجال الزراعي لا يمكّن فقط من توفير مياه الشرب؛ بل إن هذه المياه تمكّن توفير الأسمدة بالمجان، والتي إرتفعت أسعارها خلال الآونة الأخيرة بحوالي خمس مرات.
وتوفر المياه العادمة 300 كيلوغرام من الآزوت و64 كيلوغراما من الفوسفور لكل هكتار من الأراضي الفلاحية.وبالرغم من استفادة جماعة زيرارة من محطة للتصفية، وشبكة الصرف الصحي وتطهير السائل منذ حوالي عشر سنوات تقريبا، فإنها لا تؤدي دورها والوظيفة المنوطة بها ، الأمر الذي دفع الساكنة ، متسائلة عن الجدوى من إنشاء مشروع صرفت عليه أموال طائلة، ولا يقدم خدمة للساكنة والمنطقة.
ولزال سكان حي الشليحات رمايل وسلاطنة يعيشون في وسط بيئي هش، بسبب تدفق المياه العادمة من قنوات الصرف الصحي نحو “وادي اردم الأمر الذي يتسبب في إنتشار البعوض والروائح الكريهة، وفق تصريحات متطابقة.
السكان المتضررون دعوا الجهات المعنية إلى التدخل “لمنع تصريف مياه الصرف الصحي في وادي اردم مؤكدين أن تدفق المياه العادمة إلى الوادي يشكل خطرا وتهديدا حقيقيا لصحة الساكنة المجاورة والبيئة.
وفي هذا الإطار، عبرت الساكنة المتضررة، أن “هذا المشكل قائم منذ سنوات، وسبق للسكان أن رفعوا شكايات إلى المسؤولين قصد رفع ضرره دون أن تجد آذانا صاغية”، مضيفا أن على الجهات المعنية (السلطات المحلية والإقليمية ووكالة الحوض المائي والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب) التدخل من أجل الحيلولة دون إفراغ هذه المياه العادمة بالوادي المذكور.
مطالبين، وكالة الحوض المائي المعنية بتحمل مسؤوليتها إزاء تضرر الفرشاة المائية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن الأودية. وللتوضيح إن تدفق المياه العادمة إلى الوادي المذكور (بصفته واد رافد لنهر سبو )، “يمكن أن يتسبب في تلوث البيئة والفرشة المائية على حد سواء