
/بقلم عبد العزيز بخاخ
مع إنطلاق إحتضان المغرب لنهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم، يجد الوطن نفسه أمام لحظة مفصلية لا تقتصر فقط على النجاح الرياضي والتنظيمي، بل تمتد لتشمل الرهان الحقيقي المتمثل في إبراز صورة المغرب الحضارية، وقيمه الإنسانية، وعمق ثقافته، من خلال سلوك أبنائه وتعاملهم مع ضيوف القارة الإفريقية.
إن هذا الحدث القاري الكبير يشكل فرصة إستثنائية لكل المغاربة، كل من موقعه ومنصبه ومكانته الإجتماعية، للمساهمة في تشريف الوطن، سواء عبر حسن الإستقبال، أو إحترام الآخر، أو تقديم صورة راقية تعكس أصالة الشعب المغربي وتسامحه وكرم ضيافته.
فالمواطن البسيط في الشارع، سائق سيارة الأجرة، التاجر، الموظف، رجل الأمن، المتطوع، والإعلامي….، كلهم سفراء للمغرب خلال هذه التظاهرة. سلوكهم اليومي، وطريقة تفاعلهم مع الزوار، وإحترامهم للقانون والنظام، كلها عناصر تساهم في بناء الإنطباع الذي سيحمله الضيوف عن بلدنا بعد مغادرتهم.
كما أن وسائل التواصل الإجتماعي تظل بدورها واجهة موازية تعكس صورة المغرب للعالم، ما يستدعي التحلي بروح المسؤولية في الخطاب، والإبتعاد عن كل ما من شأنه الإساءة أو نشر صور سلبية لا تعكس حقيقة المجتمع المغربي وتعطي بالتالي للأعداء فرصا ثمينة للضرب تحت الحزام.
إن نجاح كأس إفريقيا لا يقاس فقط بجودة الملاعب والبنيات التحتية، بل أيضا بمدى نجاح المغاربة في تقديم نموذج شعب مضياف، واع، متحضر، يعتز بهويته وينفتح على الآخر بثقة وإحترام.
هي دعوة صادقة للجميع دون إستثناء، لجعل هذه التظاهرة القارية مناسبة لتجديد الإعتزاز بالإنتماء الوطني، وترسيخ صورة مغرب مشرف يليق بتاريخه ومكانته قاريا ودوليا ويظل بالتالي غسيلنا بيننا.
المغربية للأخبار المغربية للأخبار