المغربية للأخبار المغربية للأخبار
وجهة نظر/عبد العزيز بخاخ
حسب ما تعلمنا، فمصطلح التسلق يعني الصعود إلى الأعلى كأن تصعد جبلا، أو شجرة، أو تصعد جدار في بناية. وتعني الكلمة كذلك النوم على الظهر والتقلب في الفراش حين يهجر النوم صاحبه من شدة الأرق أو من كثرة الحزن ….
لكن في واقعنا أصبح التسلق له معان كثيرة كل يعرفه حسب إجتهاده وتأويله وهواه. فهناك التسلق في الإثراء والتحول من مركز إجتماعي إلى آخر في ومضة عين، من طبقة إجتماعية إلى أخرى، كأن تكون فقيرا “مكحطا” وتصبح من أعيان وأثرياء المدينة في فترة وجيزة يتم المرور فيها على الصراط الدنيوي مر البرق في ظل بيئة مناسبة لتفشي الفساد وتحتضنه وما سحب قانون تجريم الإثراء بدون سبب، أو الإثراء اللامشروع، إلا دليلا عما نحن بصدده.
ولوجود المتسلق لابد من وجود متملق له -(مع ضم الميم والفتحة بالشدة على حرف اللام)ـ، بحيث هذا الأخير هو الذي يسهل مأمورية الأول، إما لوجود مصالح مشتركة أو لمعاناة من عقد نفسيه سادية تجعل من المتملق له يحس بكينونته المفتقدةتتلذذ بألم الآخر، أو أنه يغتني هو الآخر عن طريق إستغلال المتسلق المتملق وتكبير بطنه المنتفخة بالغازات الكريهة التي تخلفها أكلة المال العام النتنة.
وياتي ترتيب المتمرق “(المريقي)” الإسترزاقي في الصف الموالي كلاعب إحتياطي في هذا الفريق المتناغم المنسجم، الذي تجمعه غاية واحدة، فالمتمرق يستفز محاولا فضح المتسلق والمتملق له، فيتدخل المتسلق لإسكات المتمرق إما بدعم أو إرشاء أو تهديد ووعيد….. وكل الطرق تؤدي الى روما.
وفي القانون عندما يصل العدد إلى أكثر من إثنان تكيف الجنحة إلى جناية وتصبح جريمة تكوين عصابة إجرامية جريمة قائمة مكتملة الفصول والمعالم والأركان.
وبالمقابل يبقى هذا الثلاثي دائم دوام دوران الكرة الأرضية وما لم تشرق الشمس من المغرب، عدوا للحق وعدوا للوطن وللشعب بوقوفه حجر عثرة في طريق تقدم البلدان على جميع المستويات ديمقراطيا، إقتصاديا، إجتماعيا بل وإنسانيا……وهذا أمر عادي كان وسيظل من مكونات جميع المجتمعات التي مرت عبر التاريخ، لأن وجود هذا الثلاثي، مرتبط بوجود الإنسان وبالحياة بشكل عام ، وتظل كذلك المستنقعات جزء لايتجزأ من هذا الوجود، لأن الصراع صراع بقاء بين الصالح والطالح، القوي والضعيف الخير والشر. والقاعدة أن من نبت، شب، شاب وشاخ في مستنقع متعفن وبيئة ملوثة كيف له أن يكون بإمكانه العيش في مياه عذبة ؟؟؟؟؟ والعكس صحيح.
