/بقلم عبد العزيز بخاخ
يعد الهجوم الأخير للبوليساريو على مدينة السمارة المغربية، تصعيدًا خطيرًا للغاية، وتداعياته ستكون وخيمة على إستقرار المنطقة، وبشكل خاص على النظام الجزائري الذي يدعم البوليساريو.
فالهجوم الإرهابي الإستفزازي الذي تبنته شرذمة المرتزقة، وصفته السلطات المغربية والدولية على أنه عمل إرهابي محض، يعمل على زعزعة الإستقرار، واستهداف المناطق المدنية يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء.
لكن ما لا تفقهه البوليساريو، هو أن مثل هذه الأعمال المسلحة تضعف موقفها على الساحة الدولية، وتجعلها تبدو منظمة تسعى للعنف بدلاً من الحلول السلمية التي يجمع عليها المنتظم الدولي في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. كما يقلل من الدعم الذي تتلقاه من بعض الجهات، ويزيد من الدعوات لتصنيفها منظمة إرهابية.
وفي إعلان لها، أكدت القوات المسلحة الملكية المغربية عن ردها الفوري و الحاسم ضد هذا العدوان، حيث تم تحييد منفذي الهجوم داخل المنطقة العازلة مؤكدة تصميمها على حماية آمنة وسلامة أراضي و مواطني المملكة المغربية.
ومن تداعيات هذا الهجوم، زيادة الضغوط على النظام الجزائري، و تعريته أمام المجتمع الدولي كداعم رئيسي لجماعة متورطة في أعمال إرهابية و تصعيد عسكري يمكن تلخيصها كالتالي:
ــ بروز مسؤولية الجزائر المباشرة في الهجوم و دعمها و تمويلها للبوليساريو، و تقويض مزاعم الحياد التي تتبناها دائما بالمحافل الدولية، وأنها فعلا المحرك الأساسي لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ــ تزابد الدعوات في الأوساط الدولية، خاصة في الولايات المتحدة، لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية. وفي حالة حدوث ذلك، ستكون الجزائر في موقف حرج للغاية، و ستواجه بالتالي إتهامات بدعم الإرهاب، ما قد يعرضها إلى عقوبات إقتصادية كبيرة.
ــ تعميق عزلة الجزائر في المنطقة بعد هذا التصعيد و زيادة توتر العلاقات بينها وبين المغرب، وهذا يجعل الدول التي تسعى للإستقرار في شمال أفريقيا تنظر إلى الجزائر كعامل أساسي يفتعل زعزعة الإستقرار الإقليمي، الإفريقي و الدولي.
ــ زيادة الضغوط الداخلية و سخط الشعب الجزائري على نظام الكابرانات، حيث بدأت التساؤلات تطرح بشكل كبير عن جدوى تكلفة الدعم الباهض للبوليساريو، خاصة في ظل التحديات الإقتصادية والإجتماعية وكل المشاكل التي تواجهها بلاد الجزائر.
ــ إعادة صياغة التوازنات الإقليمية في شمال إفريقيا بعد تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية، وجبر الجزائر على إعادة النظر في سياساتها تجاه هذا النزاع، ما سيؤدي أتوماتيكيا إلى إضعاف نفوذها في المنطقة.
و باختصار، إن هجوم ميليشيات المرتزقة الأخير على السمارة، كان خطأ إستراتيجيا كبيرا, سيُفقدها كل تعاطف دولي متبقٍ، وسيُسلط الضوء بشكل أكبر على دور الجزائر في تغذية الإرهاب، ما قد يعرضها لتبعات دبلوماسية، سياسية وإقتصادية وخيمة.