/هشام ملاس
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتضاعف معاناة عمال النظافة بمدينة مراكش، حيث يواصل هؤلاء الجنود أداء مهامهم في ظروف قاسية وشاقة، في وقت تزداد فيه كميات النفايات بشكل ملحوظ، وتستمر سلوكيات بعض المواطنين غير المسؤولة في تعقيد وضعهم المهني والإنساني.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة ARMA، من خلال توزيع الحاويات في مختلف الأزقة والشوارع، وتحديد توقيت معين لإخراج النفايات المنزلية بعد العاشرة ليلاً، إلا أن بعض المواطنين يصرون على مخالفة هذه التعليمات، ملقين الأزبال عشوائيًا في قارعة الطرق، وزوايا الأحياء، وحتى أمام المدارس والإدارات، دون أي إعتبار للمظهر العام لمدينتهم أو سلامة البيئة.
حان الوقت أن يعي المواطن أن الحفاظ على نظافة المدينة لا يقع على عاتق عمال النظافة بشكل خاص أو الشركة المفوض لها أو الجماعة فقط، بل هو سلوك يجب أن يكون جماعيا يعكس روح المواطنة والإحترام للآخر. فكل قنينة ماء ترمى من نافذة السيارة، وكل كيس نفايات يلقى في غير مكانه، هو طعنة في ظهر من يعملون من أجلنا في الخفاء.
إن هؤلاء العمال، رغم رؤية البعض لمهنتهم ببساطة، فهم يضطلعون بدور حيوي وأساسي في الحفاظ على جمالية المدينة وصحة ساكنتها. ويكفي أن نتخيل المدينة بدونهم، لنفهم قيمة ما يقدمونه يوميا.
آن الأوان لإطلاق حملات توعية واسعة تشمل وسائل الإعلام وكل الوسائل، لترسيخ ثقافة إحترام عامل النظافة، وتشجيع السلوكيات الإيجابية في التعامل مع النفايات.
فالشكر والتقدير لا يكفي في حقهم يستحقون الأفضل و أقل ما يمكن فعله مقابل جهودهم، هو أحترامهم ومساعدتهم في أداء واجبهم.
لكم نرفع القبعة ونقول، أنتم رمز الوفاء والعطاء الحقيقي انتم مرآة مدينتنا.