/بقلم ابراهيم سلامة
الإعلام اليوم أصبح ينافس أعتى القطاعات، سواء منها العسكرية أو المدنية أو سواهما، لكونه مؤسسة خطيرة تتوجه مباشرة إلى عقول جميع شرائح المجتمع.
فإن كان هذا الإعلام بشتى أصنافه ذا مصداقية،فإنه ولا شك سيلعب دورا مهما في تشكيل الوعي الجماعي تشكيلا إيجابيا، والعكس صحيح، أي، بدل أن يكون سلطة تنويرية يرفع مستوى المتلقين ثقافيا وعلميا وسياسيا، يتحول إلى إعلام هدام فتاك، خاصة إذا كان موجها في خدمة السلطة، بمعنى آخر، السيطرة عليه وتوجيهه نحو أهداف ورغبات معينة، فتصير مهمته التلاعب بالعقول وتوجيهها وإنحرافها عن جوهر الأشياء والقضايا التي قد يئن تحت وطأتها المواطن.
وكمثال على هذا النموذج، الإعلام الجزائري، خاصة منه المتلفز. فمن يتابع نشرات أخباره وبرامجه المختلفة، يقف حائرا من إقحام المغرب دونما سابق إنذار، فينهال عليه بشتى الحملات العدائية، من إهانات لفظية وبشتى الأوصاف وبكلمات وعبارات تخرج عن سياق المألوف والتي لا تدل إلا على مقدار ما يحمله هؤلاء المسمون ظلما سياسيون و رياضيون، من زندقة ووحشية في النطق والكلام لا تتدنى لها حيوانات الغابة، لأنهم في حقيقة الأمر عبارة عن متطفلين وببغاوات بينهم وبين الإعلام ما بين الأرض والسماء.
لأن الإعلام الجاد له مؤسساته من المفروض ألا تفرز إلا الكوادر والأطر المدربة والمؤهلة. بالمقابل، حسنا ما فعلته وتفعله وسائل الإعلام المغربية من تلفزة وغيرها. فالمتتبع لها يخرج بإنطباع غايته أن المغرب لا يهتم، لاقليلا ولا كثيرا بما يروج ويجري في الجزائر، إذ هو يعلم مسبقا أن الرد بالمثل مضيعة للوقت والجهد والمال، كما يعلم أيضا أنه سلوك مشين يبعث على الشفقة وقلة الحيلة.
في الختام، من الأكيد أنه عندما يعود الجزائريون إلى صوابهم فسيجدون كم هي المواقف والثوابث التي تحتاج لسنين من وقتهم لمراجعتها وتصحيحها وإعادة قراءتها، والتي تحتاج بكل تأكيد، إلى نفس طويل جدا..آنذاك، وآنذاك فقط، سيتضح لهم بالمحسوس والملموس أنه قد تم إستغلالهم وخذلانهم بالكذب والغش لسنوات جد طويلة.
منقول