د. إناس الوفودي
جودة الحياة: رحلة السعادة المستمرة
جودة الحياة هي رحلة مستمرة نحو السعادة والرضا والرفاهية الفردية. عندما نتكلم عن جودة الحياة، فنحن نستخدم مصطلحا لوصف رضا الشخص عن حياته في مجملها. يتضمن تقييم جودة الحياة هنا معيارًا شاملاً للسعادة والرفاهية، ويتم قياسها بإستخدام مؤشرات وعوامل تؤثر بشكل مباشر في سعادة الفرد مثل الصحة الجسدية والنفسية، العلاقات الإجتماعية، تحقيق الأهداف والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، وكذا القيام بالأنشطة والهوايات التي تمنحنا إشباعًا وفرحا.
تعريف جودة الحياة هنا يمكن أن يختلف من شخص لآخر، كما ان الأولويات وترتيب العوامل المؤثرة في جودة الحياة يمكن كذلك أن تختلف من شخص لآخر، ويعتمد ذلك على القيم والإحتياجات الفردية والثقافية، وكذاعلى تجربة وتوقعات كل شخص. على سبيل المثال، بعض الأشخاص قد يضعون الصحة الجسدية في مقدمة أولوياتهم، في حين يعتبر آخرون العلاقات الإجتماعية أهمية أكبر. بعض الأشخاص يميلون إلى التركيز على النجاح المهني والتحقيقات المهنية، بينما يعتبر آخرون الراحة المادية والإقتصادية هي الأساسية.
لذا، يجب أن يتم تعريف جودة الحياة بشكل فردي وشامل، مع مراعاة إحتياجات الفرد وتطلعاته ومحيطه الثقافي والإجتماعي. من هنا يمكن القول أن لجودة الحياة خاصيات أساسية تشمل العديد من العناصر التي يمكننا القيام بها لتحقيق سعادة شاملة ومستمرة، والتي قد تبدو للبعض أنها خطوات بسيطة لكنها تؤثر بشكل مباشر وقوي في رضا و جودة حياة كل فرد منا. من أهم هذه الخاصيات:
-1. تحسين الصحة النفسية:
تشمل الصحة النفسية حالتك العاطفية وكيفية التعامل مع الإجهاد والتوتر والقلق. يمكننا أن نسعى لتحسين صحتنا التفسية بممارسة الرياضة والتأمل وإتباع نظام غدائي متوازن وصحي. كما يمكننا بناء وتعزيز العلاقات الإجتماعية المهمة بالإستماع إلى الآخرين وتقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة دون إفراط، وكذلك تعزيز الأنانية الإيجابية للحفاظ على بيئة شخصية خاصة وسليمة.
-2. تحسين الصحة الجسدية:
إدارة الجوانب الفيزيائية لحياتك كذلك له أهمية قصوى، مثل الغذاء والتمرين الرياضي و النوم لمدة كافية وبطريقة صحيحة، يمكن أن يساهم في تحسين جودة حياتك وتقليل تأثير الأمراض خاصة منها المتعلقة بجودة التفكير والتركيز وكذا المردودية اليومية.
-3. التعلم المستمر:
الحفاظ على فضولك والتعلم بشكل دائم يمكن أن يساهم في الشعور بالرضا والإنجاز وعلى المدى الطويل، فهو يساعد على الشعور بالتقدم والإنجاز.
-4. السعي لتحقيق الأهداف:
تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها يمكن أن يمنح الإحساس بالرضا عن الذات.
-5. المراجعة الدورية:
قيامك بمراجعة دورية لأهدافك الشخصية ومستوى الرضا عن الحياة يمكن أن يساعدك في المحافظة على التحول وأوجه القصور وتصحيحها بشكل مستمر.
الأمور التي حققتها حتى الآن في حياتك والتركيز على الأشياء الإيجابية بالإضافة الى ما ذكرناه، قد يساعد في تحسين جودة حياتك وبالتالي في تحقيق سعادتك بشكلٍ مستمر ودائم إذا إستطعنا إضافة خطوات أخرى مكملة تعتمد بالأساس على الجانب الروحي والتي سنتطرق اليها في المقالات القادمة إن شاء الله.
في النهاية، جودة الحياة تعتمد على كيفية نظرنا إلى الحياة وكيف نتعامل مع التحديات والمواقف. إذا كنا نسعى دائمًا للنمو والتطور ونحاول تحقيق السعادة في صباح كل يوم جديد، فإننا في رحلة سعادة مستمرة.
دمتم ودامت سعادتكم.