تستعد فرقة السلام المسرحي مراكش، لعرض مسرحيتها المونودراما “نيني يا مومو” في مسارح المغرب، ضمن جولة وطنية. وهي من إخراج الفنان عبد العزيز أوشنوك، وتأليف الكاتب و المخرج المراكشي مولاي عبد الحق الصقلي.
هذه المسرحية هي، من تشخيص، الفنانة المقتدرة نادية المسناوي، مساعد المخرج و إدارة الفرقة الفنان رشيد بيديد، محافظة أحمد أبو الصواب، سينوغرافيا مبارك المحمود، إضاءة وتقنيات المابينج أنس افيتح، غناء نزهة الجعيدي، تصوير مقاطع الفيديو ياسين تابعي. مكياج فراح أبو الصواب و موسيقى جلال أرتو.
وتعالج المسرحية موضوعا إجتماعيا، كونيا، إنسانيا ووجدانيا. حيث السلم .. التعايش .. والسلام، كلها شاشات عشق وجمال في رسم ذاكرة الإنسانية على مدار خرائط الوجود، يسعى الإنسان جاهدا وراء الإرساء على بساط ضفاف تحقيقها كيوم منشود لغد موعود ولو بنسبة الحد الأدنى.
كل هذه الأحلام، تبدأ باختيار الإسم تيمنا (شامة) والعيش على أمل تحقيقه إلى غاية ضياع العمر، ونقش جدارية الروح والجسد المهترئين بتجاعيد شاشات خيبة الأمل، وخلفيات واقع هباء الحلم وإستحالة بسطه واقعا ملموسا، ليكتشف الإنسان في الأخير.
وبعد فوات الأوان، تتأكد أن شامات العشق والجمال، كانت مجرد كذب، بهتان وإفتراء ليس إلا. والبديل عنها دون الوعي والإدراك، وترميم أطلال أسوار مستنقع الماضي بكلمات التضامن والتكامل الإجتماعي وتخطي سبات وهم الحلم، وترجع وعد هباء تحقيقه بيقظة الفعل الإيجابي، واقعا، محيطا، ومعيشا، وهذه أكبر شاشات العشق وأبهى صور الجمال.
ويجسد النص المسرحي المونودرامي، شامة بنت طامو، بنت الدبكة وعباس الكنبري أو نيني يامومو، من خلال شخصية (شامة) كرمز للإنسان بمفهوم الشمولي بسرد حكائي جمالي، يتماوج بين عرض واقع معيش، وموروث ماضي سحيق عقيم، مستعملين أحدث الطرق والمناهج المتطورة بخصوص الكتابة الدرامية.
كل هذه الفرجة المسرحية الممتعة، تحبك بتقنية السرد، الحكي داخل الحكي، وإدماج العديد من
الشخصيات في شخصية واحدة، والتمثيل داخل التمثيل، والحدث بقرينه و نقيضه، في مساحة تتجاوز حدود المكان، وتقول مسافرة عبر محطات الزمان، من أجل تأسيس مشروع رؤية جديدة للكتابة المونودرامية، والدفع بالحركة المسرحية وطنيا إلى مستوى شامات عشقنا للمسرح، وتيمنا بروعة جماله.