بقلم/الحجوي محمد

في ظلّ سعي البعض لخفض تكاليف اللحوم الحمراء، تحوّلت بعض حظائر الماشية إلى بؤرٍ للموت البطيء. فبدلًا من الأعلاف الآمنة، تُلقى في أعناق الحيوانات أكوامٌ من النفايات المتعفنة، كأنها وجباتٌ يومية. جريمة لا تقتصر على الحيوانات، بل تمتدّ إلى الإنسان، فكلّ قطعة لحمٍ أو جرعة لبنٍ ناقلةٍ خفيّة للأمراض.

علميا، الأزبال تحمل بكتيريا قاتلةً تتربص بجهازنا الهضمي وجهازنا العصبي. فما أن تصل “السالمونيلا” أو “الإشريكية القولونية” إلى أجسادنا، حتى تبدأ معركتها الخفيّة مُخلّفةً وراءها إصاباتٍ بالغةً قد تصل إلى الفشل الكلوي أو الشلل. والأخطر أن بعض هذه السموم لا يُكتشف إلا بعد أن يُمزّق الأنسجة والأعضاء، فيصبح العلاج مستحيلًا.

المأساة تكمن في التهاون. فغياب الرقابة الصارمة على بعض الأسواق والمزارع يفتح الباب أمام هذه الكارثة، بينما يُغيّب وعي المستهلكين حجم المخاطر. فكم من طبقٍ شهيّ نلتهمه دون أن نعلم أنه قد يكون محمّلًا بجراثيم الموت؟ وكم من طفلٍ يشرب كوب لبنٍ ملوّثٍ بينما نعتقد أنه مصدرٌ للغذاء؟

حقيقة لم يعد الأمر يحتمل الصمت. فالحلّ يبدأ بتشديد العقوبات على المتلاعبين بصحة الشعوب، وفرض رقابةٍ ميدانيةٍ دائمة، إلى جانب حملات توعيةٍ صادقةٍ تكشف حجم الخطر. صحتنا ليست ساحةً للتجارب، وكلّ دقيقةٍ تمرّ دون تحرّكٍ هي دقيقةٌ تُسرق من أعمارنا.

Check Also

🔴 للمرة الثانية تتعرض مؤسسة تعليمية في دوار السيمو للتخريب والسرقة…. فمن يقف وراء هذه الجريمة؟

في واقعة مروعة أثارت الغضب، تعرضت مؤسسة تعليمية تابعة لدوار السيمو بجماعة زنادة، إقليم قلعة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *