يوم غير عادي عاشته بئر مزوي اليوم في انتظار فلذات كبدها الذين رماهم البحر بعد غرقهم وهم في رحلة اللاعودة بحثا عن بر آمن بعد ان ضاقت بهم السبل في وطن عاق لابناءه…
امام بيت اخينا رشيد كان هناك عشرات النسوة يؤازرن اما واختا مكلومتين لفراق ولدهن اليافع المرضي الدرويش…
انسداد الآفاق لدى هؤلاء الشباب داخل مجتمع لا يرحم غير متآزر وحكومات متعاقبة لا تمثل حقا نبض الشعب لأنه من المحال ان يكون المسؤول سويا وهو لا يحرك اي ساكن امام عدم رضا وسخط المواطنين على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يعيشها الشباب بالبلاد.
هذا ما تعكسه التقارير الدولية المختصة التي تصنف المغرب في أدنى الترتيب على مستوى مجموعة من المجالات الشيئ الذي يجعل الشباب المغربي اليوم يفكر في الهجرة بأي ثمن
بالإضافة إلى ضيق الأفق وقلة فرص الشغل الكريم خصوصا باقليم خريبكة نموذجا.
هذا الاقليم الزاخر بالثروات الفوسفاطية هو اليوم يشكل ربما الاستثناء بالمغرب لشلله العاجز عن ايجاد حلول لابناءه خصوصا في ظل تواجد شركة كبيرة المفروض فيها الحس المواطنتي و اشاعة ثقافة الجوار الحسن مع جماعات الاقليم بئر مزوي نموذجا. هذه الجماعة التي كان نصيبها بضعة مناصب يتيمة من عملية ادماج مباشر لشباب الاقليم بعد احتجاجات 2011 .
بعد هذه المبادرة اليتيمة والتي كانت بمثابة در الرماد في العيون عاد الوضع اسوء مما كان واصبح التعاطي مع مطالب ابناء الاقليم باذان صماء و لا مبالاة مستفزة في حقهم في التشغيل خصوصا مع بروباغندا برامج لا تسمن ولا تغني من جوع الا لاقرب المقربين للاستفادة من شركات يتم تأسيسها تحت المقاس والطلب لاخد مشاريع تدر مئاة الملايين و ابناء المنطقة لهم التهميش والعطالة في غياب للمنتخبين والسياسيين في لعب دورهم للتغلب على هذه المعوقات والمشاكل والفساد.
لك الله يا بئر مزوي لك الله يا وادزم لك الله بوجنيبة لك الله وطني…
غدا في محكمة الله نلتقي
رحم الله شهداء لقمة العيش وانا لله وانا اليه راجعون
طارق نصراوي