سليم لواحي
أضحت المشاهد اعتيادية مشاهد المنحرفين «الحشاشين» وأصبحت تدخل في«خانة المألوف» ، وقد يخال لك يوما أنك أخطأت الزقاق أو الشارع، إن أنت لم تصادف في طريقك إلى بيتك أو عملك هؤلاء «الحشاشين»، لولا أنك تعرف الطريق جيدا!
فلم يعد عدد من الأشخاص سواء منهم القاصرين أوالراشدين ممن يتعاطون المخدرات بشتى أنواعها، يجدون من حرج وهم يدخنون لفافات«الحشيش»، أو يتناولون حبات «القرقوبي»، و«كويرات»المعجون… «على عينيك آبن عدي»، بملتقى الأزقة والأحياء وأمام المؤسسات التعليمية مصطفين فوق الأرصفة على جنبات الحائط، إذ أصبح مألوفا في شوارعنا وأزقتنا ودروبنا مشاهدة مجموعة من الشبان واليافعين وحتى الشيوخ وهم يتعاطون المخدرات أمام المارة،
فما معنى أن يجلس هؤلاء الأشخاص على قارعة الطريق، وبكل أمان «يفتخون» حشيشهم، ويلفون سيجاراتهم بكل تأن، غير مبالين بأحد وكأنهم يتعاطون «دواء السعال» أو دواء «الشقيقة»، والخطير في الأمر أنهم يقومون بذلك أمام الأطفال الصغار، غير عابئين بعواقب تأثير ذلك عليهم!
إنها موضة العصر بدأت تنتشر بكل أرجاء المدينة، وكأني بهؤلاء يقولون «إننا لا نستهلك إلا المنتوج الوطني ونساهم في تهدئة الأوضاع»؟
بينما القائمون على الشأن الصحي والأمني يقولون هم بدورهم «اللهم الحشيش ديال البلاد ولا الغبرة ديال بره»، وإلا كيف نفسر هذه الظاهرة؟
ويلاحظ من خلال المشاهدات/الشهادات، تفاقم الاتجار في المخدرات بكل أنواعها وأصنافها، من أبخسها إلى أغلاها «بالعلالي»، وأماكن ترويجها معلومة ومروجوها معروفون، ولا ينقص أصحاب الحال إلا القيام بواجبهم في حماية هذه المدينة عوض الوقوف موقف المتفرج إلى أن تتفاحش الجريمة، أكثر مما هي عليه الآن!
فالاتجار في المخدرات واستهلاكها استفحلا إلى أبعد المدى، ولم يجدا لهما رادعا.
رشيد جرموني، الباحث السوسيولوجي يقول: إن الدراسات التي أجريت في هذا الصدد تؤكد أن المغرب يعتبر من أكثر البلدان التي تواجه هذه الآفة، حيث أن فئة المراهقين ما بين 16 و18 سنة هم الأكثر تعاطيا للمخدرات، وهذه المواد تنتشر بشكل كبير على مستوى المؤسسات التعليمية، وتسجل نفس الدراسات أن 50 في المائة من الشباب يتعاطون الحشيش، و8 في المائة من هؤلاء الشباب يستهلكون الكوكايين رفقة أصدقائهم، بينما 13 في المائة منهم يتناولون هذه المواد المخدرة بمفردهم”.
وأضاف الدكتور رشيد جرموني أن 66 في المائة لا يواجهون أي مشاكل في الحصول على المخدرات، مشيرا إلى أنه بالرغم من كون هذه الأرقام تظل تقريبية ونسبية، إلا أنها مقلقلة، إذ أنه في السنة تقدر نسبة المخدرات التي تباع سنويا على الصعيد المحلي بمليار ونصف مليار درهم مغربي.
كلنا أمل أن يستفيق المسؤولون عن الشأن المحلي والأمني من سباتهم العميق، وأن لا يستفيقوا فقط للإحتجاجات السلمية في الشارع العام .