المغربية للأخبار المغربية للأخبار
/متابعة خالد أبراح
بن صميم…كيف أن التدخل الفوري للقائد المحلي والدرك الملكي أنقذ طفلاً في مخيم رأس الماء وصد محاولة اعتداء قبل أن تتحول إلى فضيحة جديدة”
لم تمضِ أسابيع على فضيحة موسم أمغار، التي أثارت جدلًا واسعًا حول غياب الرقابة والتهاون الأمني في حماية القاصرين، حتى كاد إقليم إفران أن يشهد مأساة مشابهة في مخيم رأس الماء ببن صميم. لكن التدخل الفوري للسلطات المحلية والدرك الملكي حال دون وقوع حادث أخلاقي قد يشبه ما وقع سابقًا، وأثبت مرة أخرى أن الحزم واليقظة يصنعان الفرق بين الكارثة والنجاة.
ففي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 19 غشت، وأثناء دورية روتينية لمراقبة محيط المخيم، سمعت عناصر المراقبة صوت صراخ طفل داخل المخيم. وبالإقتراب من مكان الواقعة، ضبطت السلطات أحد المؤطرين وهو يحاول إستدراج طفل عبر العناق والقبل بالقوة، قبل أن تتطور الحادثة إلى إعتداء جنسي كامل.
وقد تم توقيف مؤطر آخر كان على علم بما يحدث ولم يقم بالتبليغ، وهو ما اعتبر تستّرًا على محاولة إعتداء، وتمت إحالتهما على الجهات القضائية المختصة لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بما يضمن محاسبتهم وحماية باقي الأطفال بالمخيم.
ولا يمكن الحديث عن هذه الواقعة دون الإشارة إلى التدخل الميداني البارز للقائد المحلي، الذي تحرك بسرعة وحزم لتأمين الطفل وضمان سلامته، منسقًا مع عناصر الدرك الملكي لتأمين المخيم وإيقاف المشتبه فيه فورًا. هذا التدخل الفوري أوقف الأزمة في مهدها، وأثبت أن الحضور الميداني للسلطات المحلية قادر على منع أي محاولة لزعزعة الأمن الأخلاقي والإجتماعي.
إن مقارنة بسيطة بين فضيحة “أمغار” واليوم في “بن صميم” تُظهر بوضوح الفرق بين غياب الحزم والتهاون من جهة، واليقظة والتدخل الإستباقي من جهة أخرى. هذا الحدث يؤكد أن حماية الأطفال مسؤولية جماعية، تبدأ بالسلطات المحلية وتمتد إلى المدارس والجمعيات والمجتمع المدني، وأن أي تقصير أو تهاون لا يقل خطورة عن إرتكاب الجريمة نفسها.
و يمكن القول أن مخيم رأس الماء ببن صميم أصبح اليوم نموذجًا حيًا لليقظة الأمنية والأخلاقية، ودليلًا على أن التدخل الميداني السريع وحسن التنسيق بين المصالح المحلية والقوات الأمنية يمكن أن يحمي الطفولة ويجنب المجتمع فضائح لا تُنسى.
