🟢زكرياء بلخلفية
من المعلوم و المعروف ،ان بالثقافة والفنون نرتقي ونسموا ونتغير .كما قال جون بول: “الثقافة،كما تفسر العالم .تغيره.” ويعلم الجميع ان بالثقافة نسوق للحضارة المحلية و هي ايضا تعتبر دبلوماسية موازية في التعريف بقضايا الشعوب وانشغالاتها .
ومن الثقافة يمكن ان نبلور حياة اقتصادية مهمة للممارسين بالحقل الثقافي(مسرحين،سينمائين ،شعراء مؤلفين ……) او العموم.فهناك من جعل من المواسم الثقافية فرصة للإزدهار الاقتصادي والإنفتاح على اسواق اخرى . وبما ان إقليم خريبكة يزخر بالعديد من الطاقات والموارد الثقافية المتنوعة من فنون العرض بمختلف انواعه و الفنون الأخرى الثراتية القديمة وبعض المحاولات المحتشمة في ابرازه من خلال مبادرات معدودة على رؤوس الأصابع ذات طابع موسمي محكومة بشح الموارد المالية والتي تعتبر عائقا كبيرا في ابرازها والتعريف بها وكذا تسويقها خارج الإقليم .كأن المسؤولين عن قطاع الثقافة اقليميا ،او جهويا او وطنيا لا يعتبرون هذه الصناعة المحلية للثقافة رافدا من الروافد الهامة للرقي بالفرد والجماعة ،وهنا اقصد كل المتدخلين من القطاعات الوصية او الأجهزة المنتخبة او كل الفرقاء المتدخلين في هذا الشأن .اذ نجد برودا وجمودا واضحا لكل الأنشطة الثقافية في المدينة والإقليم -خريبكة- بل انعدام إستراتيجية ثقافية تراعي الخصوصية والطابع المحلي . والخطير اننا نلاحظ اندثار للفرق المحلية والإقليمية المتخصصة في الثقافة والفنون والسبب معلوم هو عدم الإنتباه للطاقات المؤثرة في هذا المجال و تهميشها عمدا وعدم ادماجها في سَنِّ برامج ثقافية جادة تحترم إنسانية الفنان و المثقف المحلي وتساعده كذلك بتعويضات تحترم كرامته وابداعه . فمن الطبيعي ان تقوم الجهات المعنية بالمجال الثقافي على فتح نقاش حقيقي حول المسألة الثقافية و سؤال اي ثقافة نريد بخريبكة ؟
على الجهات الوصية على الثقافة بخريبكة ان تساهم في الصناعة الثقافية بالإقليم .من خلال وضع كل الامكانيات المادية والمواكبة الإعلامية والتعريف بالفنان والمثقف المحلي ،وخلق فضاءات الإشتغال والإبداع والخلق والمساعدة على التسويق والتكوين في المجالات الفنية والثقافية .ان مهمة الوصاية على المجال الثقافي يتطلب الكثير من التضحيات والإنصات الجيد لنبض المثقف المحلي وبلورة كل تطلعاته الى حقيقة .
ان إقليم خريبكة من الأقاليم التي تتوفر على خصوصية ثقافية متنوعة وجب الحفاظ عليها وعلى روادها خريبكة مدينة الفن والثقافة .