Home / Lamarocaine TV / 🟢 أمة ضحكت من جهلها و غباءها الأمم.

🟢 أمة ضحكت من جهلها و غباءها الأمم.

/بقلم إبراهيم سلامة

ماذا يحدث لدولة،أي دولة،عندما تتقمص دورا إستعلاءيا غير دورها الطبيعي،إذ تحاول إقناع جمهورها بقضايا ليست من صلب قضاياها؟.

ماذا يحدث لها عندما تأخذ على عاتقها الدفاع عنها بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة،فتعمل بجهد جهيد على ضرورة إيمان شعبها بهذه القضايا؟.

إن صناع القرار لمثل هذا النموذج من الدول عندما يتبنون مثل هذه الأطروحات الزائفة، إن كانوا لا يعلمون أنها زائفة، فهم أصحاب عقول بليدة، وإن كانوا يعرفون الحقيقة ويتمادون في الكذب على شعوبهم حتى تصبح المغالطات عقيدة رسمية لديهم أولا، ولدى جمهورهم ثانيا. فهم أقل ما يقال في شأنهم أفاقون (الشدة فوق الفاء).

إن أولى الخطوات الصحيحة لمثل هذا التوجه، هو العودة إلى الذات،والإبتعاد عن خلق العداوة مع الجيران، سواء كان ذلك بالتهديد أو بزرع بؤر التوتر، أو بإشعال نيران الفتن التي هي مجرد مماحكات لا تضيف شيئا ذا إيجابية أو منفعة حيث إستمرارها لا يغدو عن كونه نظرة قاصرة في فهم أمور العالم وكيف يسير.

كمثال على نوعية لمثل هذه الدول، دولة الجزائر التي لا يرقى مجال للشك في كونها تسبح ضد التيار، بل تسبح في بحر دون قرار ودون مرفئ ترسو عليه. إن الجمود الذي تعيش فيه و البيروقراطية وإنعدام الرؤى في معالجة القضايا الداخلية، وتسلط العسكر ونخبة من السياسيين الفاسدين قاسمهم المشترك الجهل والأمية والحقد، على دواليب الحكم، كلها عوامل ساعدت على تخلفها وإنزواءها وتقهقرها.

فهذا البلد حباه الله بخيرات طبيعية مذهلة ووافرة كان بالإمكان،وفقا لذلك،أن تصطف جنبا إلى جنب مع دول الخليج تقدما وإزدهرا وعلما..لكنها أخطأت الرؤى منذ اللحظة الأولى، فمنذ إستقلالها تبنت إيديولوجية سياسية،إقتصادية غريبة عن ثقافتها و أوضاعها الإجتماعية. تبنت الإشتراكية و طبقتها تطبيقا أعمى، وشعارات ثورية فارغة لا مضمون لها على أرض الواقع، واقع يميل إلى الهشاشة في أكثر من جانب.

هذا النظام لا يفعل شيئا اليوم غير تربية شعبه على الحقد على الجيران و كراهيتهم، وهو في الحقيقة يقتل شعبه نفسيا ورمزيا كما أنه يخنقه ويجعله يتنفس في كيس مغلق يوشك على الإنفجار يوما ما.

اليوم وبكل أسف، إستطاع النظام العسكري البليد أن يدجن مواطنيه على هواه، فحولهم إلى فريسة لمشاعر الخوف من أخطار وهمية محدقة بهم من الكل، الأمر الذي سهل عليه ممارسة كل أنواع الكبث والرقابة ومصادرة الحقوق والحريات دون مقاومة من أحد، بل على العكس، عن طواعية وقبول جماهيري كبير.

إن هذا البلد الذي سيبقى جارا بكل تأكيد(وتلك لعنة من لعنات الجغرافية) التي جعلتنا نتشارك الحدود معه، هذا البلد الأدنى مستوى من الناحية الثقافية والعلمية إذ لا يساهم في أي تحضر أو تقدم أو تهذيب ..مؤلم جدا هذا الواقع الذي لا نجد فيه إلا الخبث والكذب والخداع والصلافة والتخلف بكل مظاهره..إنها فعلا أمة غبية،أمة كركوز أضحوكة للعالم.

إن هذا البلد الظاهرة الغريب في السلوك وفي المنحى سيكتشف خطاياه، عاجلا أم آجلا، وسيحاسب مسؤوليه ليقولوا جميعا حكاما ومحكومين وبأعلى صوت : أخطأنا الإختيار..فضاع منا الطريق.


Check Also

المخرج حسن بن جلون في ضيافة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية

في إطار سلسلة لقاءات سينمائية، التي ينظمها ماستر دراسات مسرحية، وتحت رعاية عمادة كلية الآداب …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *