المغربية للأخبار المغربية للأخبار
أولى السعديون اهتماما كبيراً لقطاع صناعة السكر منذ البدايات الأولى لدولتهم، حيث شكل مشروعا استراتيجياً ناجحا للمخزن السعدي، وذلك بفضل الأرباح التي كان يُدرها على السلاطين و الأمراء. و قد كانت عائداته تنفق أساسا في بناء الجيش و تسليحه و تزويده بالكسوة و الخيام و غيرها، أو في بناء بعض المنشآت المعمارية كقصر البديع، حيث يذكر الايفراني أن المغرب كان يصدر، في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي، االسكرإلى إيطاليا مقابل وزنه من الرخام. كما كانت توظف في استنفار الأنصار لمواجهة القوى السياسية و العسكرية المنافسة في الداخل: الوطاسيون و الأمراء المحليون و القوى الخارجية الممثلة في الإيبيريين و في الأتراك العثمانيين.
أما عن العدد الكلي لمعاصر السكر السعدية بالمغرب، فيذكر المجهول البرتغالي بأن عددها هو ثمانية حيث يقول :”وفي قدم هذا الجبل( جهة سوس،جبل قبويباون”) توجد ثمان معاصر للسكر يملكها السلطان ” .هذا بالنسبة لجهة سوس.أما بشيشاوة و حاحا فأضاف الفشتالي ثلاثة معاصر ، مما يعطي ما مجموعه إحدى عشر معصرة.
وأما معاينة المواقع الأثرية فإن العدد يتجاوز ذلك . ففي سوس تتواجد بقايا عشرة معاصر، و معصرة واحدة بزاوية سيدي شيكر في منتصف واد “تانسيفت”. تضاف إليها الثلاث معاصر الشيشاوية و الحاحية. وهذا يقترب من العدد الاجمالي الوارد عند ‘بيرتيي” P.Bertier والذي قدره بأربع عشرة معصرة . …يتبع
معصرة السكر الشمالية بشيشاوة
