المغربية للأخبار المغربية للأخبار
ذاك، هو نداء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لعموم الشغيلة المغربية ودعوتها نساء ورجال الطبقة العاملة بمختلف عواصم جهات المملكة لتخليد تظاهرات فاتح ماي 2023، ويعبر عنه بلغة سياسية واضحة ومسؤولية اجتماعية تاريخية شعارها المختزل للمرحلة وسياقاتها وانتظاراتها السياسية والاجتماعية: “لا لتدمير القدرة الشرائية، والمس بمكتسبات التقاعد، والاخلال بالاتفاقات الاجتماعية”. وضعٌ، تعكس مظاهره بجلاء الاختيارات الاقتصادية والمالية للدولة وتترجم برامجها بـ”أمانة” حكومة عزيز أخنوش.
ومن الطبيعي أن يترتب عن هذه الاختيارات اللاشعبية، تكريس الهشاشة الاجتماعية، زاد من منسوب سيولتها بشكل يمكن وصفه بغير المسبوق، مسلسل الغلاء والارتفاع المهول في أسعار المواد الأساسية، ومعدل التضخم، وتصفية قطاع الخدمات العمومية …
ولعل ما يضاعف من مظاهر التوتر الاجتماعي، ويضفي طابع الاحتجاج الشعبي لتظاهرات فاتح ماي كما دعت إلى ذلك الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، رفض الحكومة زيادة عامة استثنائية في أجور الموظفين وأجراء القطاع الخاص لمواجهة الارتفاع “الاستثنائي” للتضخم وغلاء الأسعار، وتملصها من تنفيذ التزامات اتفاق 30 أبريل 2022 وتنزيل مقتضيات ميثاق مأسسة الحوار الاجتماعي، وفرض احترام الحريات النقابية، ومقتضيات مدونة الشغل، والتصدي لكل المخططات التي تستهدف مكتسبات التقاعد والحق في ممارسة الاضراب، وايقاف مسلسل اغلاق المقاولات وتسريح العمال، والعمل على معالجة النزاعات الاجتماعية، وتنزيل دعم استثنائي للأسر المتضررة مع اجراءات ضريبية مستعجلة لتخفيض أسعار المواد الأساسية وتسقيف أسعار المحروقات.
لنجعل إذن، من تظاهرات فاتح ماي الكونفدرالي يوم احتجاج شعبي، ولحظة غضب عمالي، وساحات رفضٍ جماهيري للسياسة الاجتماعية والاقتصادية للحكومة واختياراتها النيوليبرالية المعولمة، ومحطة لمواصلة مشروع الكونفدرالية النضالي والسياسي في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وعموم المواطنات والمواطنين، من أجل مغرب لكل المغاربة، مغرب: “الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.
