د. إناس الوفودي
رحلة الرضا
في هذه الرحلة سنحاول السفر عبر طريق السعي لتحقيق الرضا الداخلي والسعادة الدائمة على مسيرة طريق إكسير الحياة. إنها رحلة تتطلب إستكشاف عميق للذات في بحث دائم للمعنى الحقيقي للحياة. يتضمن ذلك السعي لتحقيق التوازن بين النفس والعقل والروح، وإكتشاف للقوة الداخلية من أجل العمل على تحقيق الأهداف والطموحات الشخصية. من أجل ذلك يجب العمل و تفعيل الأسباب مع التسليم الكامل لإرادة الله ومشيئته في إدارة وتدبير النتائج .
مقام الرضا مقام راق، لتذوق حلاوته علينا إتباع بعض السبل المؤدية للوصول إليه؛ أولها؛
1. التسليم :
يتطلب ذلك الثقة بالله والتوكل و التصديق بأن كل شيء يحدث هو بإرادة الله ومشيئته وقبولها بقلب مستسلم وسليم. قبول مشيئة الله والإستسلام لقضاءه وقدره بقلب مطمئن، مع الثقة التامة في أن الله عز وجل هو العليم بما فيه خيرلنا.
2. الذكر والتأمل:
يمكن أن يكون الذكر والتفكر في الأسماء والصفات الإلهية وإستيعابها، أداة قوية للوصول إلى الرضا. ذكر الله والتدبر في آياته فيه تعزيز بالوعي الروحي والتواصل مع الله في بحث دائم على السعادة.
3. الإهتمام بالقضايا الروحية: البحث وإستكشاف القضايا الروحية والمعنوية من خلال القراءة والمداومة على تعلم العلوم يهدف إلى توسيع الوعي وتعميق الفهم وتعزيز الرضا الداخلي ثم الإمتنان والشكر.
4. الأخلاق وتقوى الله:
من أهم مبادئ ومتطلبات معيار جودة الحياة وأقيمها في حسن المعاملة مع الناس والإحسان اليهم. وهذه هي قمة الجودة في السعي لتحقيق السلام الداخلي والقرب من الله وتحقيق السعادة، بالإضافة الى العبادات والإمتثال لأوامر الله ونواهيه. وهذا هو مقام الإحسان، ويعتبر من أعلى درجات معيار جودة الحياة حيث أن السلوك القويم وتقوى الله يسهمان في بناء الرضا والسعادة الداخليين.
5 . الشكر والامتنان:
مفتاح السعي للتوازن في الحياة، ومواجهة التحديات والإبتلاءات بصبر وثبات. كذلك التركيز على الجوانب الإيجابية والشكر لله على النعم من أعلى مقامات الرضا.
6 .التطوع والعطاء:
ممارسة الخدمة والعمل الخيري ومساعدة الآخرين، فالعطاء يشعرنا دائما بإحساس جميل وفرح عميق، فلنتعلم كيف نوثر ونعطي.
من هنا يمكننا إعتبار أن التوجه نحو رحلة الرضا هي رحلة شخصية ً ويجب السفر إليها بناءً على الفهم الشخصي والتجربة الروحية الذاتية لكل فرد، حيث يسعى الفرد للتوازن الشامل في مختلف جوانب حياته. إنها مرحلة تتطلب نمو شخصي من خلال الإحاطة بالجوانب الجسديه والعقلية والعاطفية والنفسية والروحية في إشارة إلى جهود كل واحد منا إلى تحقيق جودة حياة عالية وسعادة دائمة ومستمرة.
دمتم ودامت سعادتكم.