المغربية للأخبار المغربية للأخبار
/بقلم سلامة إبراهيم.
هذا المثل ينطبق تماما عما تفتقت به عبقرية دي مستورا المبعوت الخاص للأمم المتحدة.الواقع أنه ليس بذاك الجبل ولا بتلك الهضبة ولا حتى بذاك التل!، فهو مبعوث فاشل، إذ تجلى ذلك بوضوح حين كلف مؤخرا بملف المستنقع السوري، فما كان منه إلا أن قدم إستقالته منهيا بذلك مهمته الفاشلة فاراح واستراح.
الغريب المضحك في مهمته الآنية بدل أن يأتي برؤية جديدة وواقعية تضعنا على الطريق الصحيح، ها هو يعود بنا إلى الوراء، إلى تقسيم الصحراء، وكأنه لا يعلم أن الفكرة بحد ذاتها طرحت أثناء زيارة عبد العزيز بلخادم لفرنسا حين كان وزيرا للدولة ومستشارا خاصا لرئاسة الجمهورية الجزائرية(عهد عبد العزيز بوتفليقة )، وكلنا نتذكر وقوفه أمام كاميرات العالم معلنا بصراحة مزايا تقسيم الصحراء كحل وسط يرضى جميع الأطراف،مقحما بذلك الجزائر كطرف دون أن يدري، وهي حقيقة لا مجال للشك فيها.
ألا يعلم دي مستورا الفاشل أنه بهذا الإقتراح يهدي للجزائر على الخصوص طبقا من ذهب ؟؟. إن خلق كيان مصطنع جنوب المغرب لا يحمل من المقومات المادية والبشرية ما يؤهله لذلك معناه خلق عدم الإستقرار والتوازن والفوضى، الشيء الذي يجعله مرتعا خصبا وسهلا للجريمة والإرهاب
. لقد ضحى المغرب بالغالي والنفيس من أجل صحراءه، فعمل على تنميتها من جميع الجوانب، وخاصة الجانب البشري منها لمدة خمسين سنة، وها هي مدنها تضاهي أعتى مدن شماله، ها هي الآن تنعم بالرفاه والإزدهار على كافة المستويات، وتنعم على الخصوص بالأمن والإستقرار اللذين يفتقدها الشعب الجزائري حتى في الجزائر العاصمة نفسها وفي منطقة القبائل خاصة.
جماعة البوليزاريو جماعة إنفصالية ذريعة لا أكثر تريد الجزائر من ورائها تحقيق أهداف عدة، منها على سبيل المثال إتحاد كونفدرالي يضمهما معا، هذا إذا سلمنا جدلا أن المغرب قبل بالتقسيم، فتصير حدوده شرقا الجزائر وجنوبا الجزائر وشمالا وغربا البحر. هكذا يصير المغرب محاصرا ومطوقا بين البحر و الجزائر وبالتالي مفصولا بالمطلق عن عمقه الإفريقي، أي موته البطيء.
فهل هذا ما يريده دي مستورا؟.بئس الرجل وبئس ما إقترحه. لقد كان وزير الخارجية السيد بوريطة محقا فيما قاله: المغرب غير مستعد حتى لسماع الإقتراح. بالفعل،فالوزير أصاب في مقتل المبعوث الأممي، لكون طرهاته لا تخرج عن كونها بغبغة لا أكثر.
