Home / Lamarocaine TV / 🔴 خريبكة وقبضة اللوبيات الضاغطة المتحكمة

🔴 خريبكة وقبضة اللوبيات الضاغطة المتحكمة


*وجهة نظر: عبد العزيز بخاخ

إن زواج المال بالجهل لن يتمخض عن زواجهما إلا الطغيان. فعندما تتفوق سلطة المال على رجاحة وسلطة العقل، وتكون الأبواب مشرعة على مصراعيها والأرضية خصبة لزراعة الفساد، ووكرا حاضنا دافئا، فحتما وبشكل أوتوماتيكي تضيع القيم وتضمحل الأخلاق وتطول معاناة الساكنة, وبالتالي يكبر المستبد وتزداد قوته.

وبما أن الإنسان لا يمكنه العيش لوحده بصفته كائنا إجتماعيا، فهو مجبر على ولادة طغاة آخرين للإستقواء أكثر، فيكبرون بدورهم ويصبحون كتلة ثم لوبيا ضاغطا.

واللوبي الضاغط بخريبكة هو تلك المجموعة الصغيرة التي شبعت بعد فقر وتخشى العودة إليه، أو وجدت نفسها صاحبة وذات رأس مال كبير دون كد أو عناء، فيبدأ إستغلال نفوذه المالي وتوسيع علاقاته بشتى الطرق للتحكم في دواليب الشأن المحلي.

فهو لا يلهث وراء الكراسي والمناصب السياسية، بل يعمل في صمت وخفاء لكن تظل خيوط التحكم دائما بيده. لأنه هو من يضع الخريطة السياسية ويقرر فيها بغية حماية مصالحه، إما بوضع أمثاله أو أصدقائه أو أفراد عائلته على رؤوس اللوائح الإنتخابية مع ضمان نتائج إيجابية مضمونة وبشكل قبلي بطبيعة الحال.

وبهذا يصبح السياسي في خدمة اللوبي إما طوعا عندما تكون المصالح مشتركه شعارها “رابح رابح” أو كرها, عندما يستعمل اللوبي أوراق نفوذه المتنوع والمزركش، يخصص لكل مقام مقال.

وبطبيعة الحال فكلما توسعت دائرة الموالين الطائعين و كذا المرغمين، زادت قوته وبالتالي طغيانه وتجبره.

فأنت في خريبكة، أينما تولي وجهك تشعر بوجوده يلاحقك، يراقبك عن كثب، رغم عدم ظهوره علنا. فهو يرانا من حيث لا نراه. تجده في العقار، في السياسة، في الرياضة في الأبناك، بل تجده حتى في المجال الديني يعطي الفتوى يحرم ما أحل الله ويحل ما حرمه ويسارع للصلاة في الصفوف الأمامية وراء الائمة وهو آكل للسحت مناع للخير لاعب بورقة التشهير في وجه كل من ينتقده أو يريد التصدي له.

لكن يجب وضع سؤال يتبادر دائما الى دهن كل حر يحب مدينة النضال، العمود الفقري للإقتصاد الوطني خريبكة.

والسؤال، ومن يصنع الطاغية؟

هذه إشكالية يصعب الإجابة عنها فكل يرى حلا لها من زاويته فهذا الوضع البائس الذي عانت منه المدينة وساكنتها، عوض أن يتلاشى ويضمحل مع الزمن ومع التطور الذي أصبح يعرفه العالم، إزداد وتفاقم وتكرس بسبب نهج سياسة التعتيم ونشر الإشاعات والجهل، وتوفر المخدرات بكل أنواعها لتخريب شباب الغد وتقوية قبضة التحكم.

فالسيد لا يكون سيدا إلا بوجود العبيد. والمستبد لا يكون مستبدا إلا بوجود خانعين إنبطاحيين لاحسي الأحذية وعبدة الدرهم. والطاغيه لا يكون كذلك إلا إذا توفرت له الأرضية والظروف ليبيض ويفرخ بيضه طغاة أكبر منه. ولن يقدر أحد على ركوب ظهرك وتصبح دابة إلا اذا إنحنيت إليه وسلمته أمرك. ويضع لك بعد ذلك لجاما وتصبح دمية مجردة حتى من نعمة التفكير…..

Check Also

المخرج حسن بن جلون في ضيافة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية

في إطار سلسلة لقاءات سينمائية، التي ينظمها ماستر دراسات مسرحية، وتحت رعاية عمادة كلية الآداب …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *